إسرائيل تطالب الأونروا بإخلاء مقارها في القدس الشرقية بحلول 30 يناير
إسرائيل تطالب الأونروا بإخلاء مقارها في القدس الشرقية بحلول 30 يناير
طالبت إسرائيل، وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بإخلاء جميع مقارها في القدس الشرقية المحتلة، على أن يتم تنفيذ القرار بحلول 30 يناير الجاري.
ووفقا لبيان نشرته "الأونروا"، اليوم الأحد، تم إبلاغها بالقرار عبر رسالة رسمية وجهها الممثل الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، وجرى تعميمها على وسائل الإعلام المختلفة.
وأعلنت الوكالة الأممية أنها رفضت هذا القرار، معتبرةً أنه ينتهك التزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي واتفاقية الأمم المتحدة المتعلقة بالامتيازات والحصانات، مؤكدة أن ممتلكات الوكالة وأصولها تتمتع بحصانة قانونية تمنع مصادرتها أو التدخل فيها بأي شكل.
تأثير القرار على خدمات الأونروا
قدمت الأونروا على مدى أكثر من 70 عامًا خدمات حيوية للاجئين الفلسطينيين في القدس الشرقية، من بينها التعليم والرعاية الصحية، وتخدم الوكالة حاليًا نحو 70 ألف مريض سنويًا في عياداتها، كما تُقدّم التعليم لـ1150 طالبًا وطالبة في مدارسها المنتشرة في المنطقة.
ويشمل القرار مقر الأونروا في حي الشيخ جراح، الذي يُعتبر مركزًا لعمليات الوكالة في الضفة الغربية، ومجمع قلنديا، الذي يوفر التدريب المهني لـ350 طالبًا تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عامًا، وقد تم إنشاء هذه المرافق على أراضٍ خصصتها الحكومة الأردنية للأونروا قبل عقود.
وشهدت السنوات الأخيرة محاولات عديدة لإجبار الأونروا على مغادرة مقارها في الشيخ جراح، حيث تعرّضت المرافق لهجمات متكررة، بما في ذلك حوادث حرق عمد واحتجاجات من جماعات متطرفة.
كما تعرض موظفو الوكالة للاعتقالات والعنف أثناء تأديتهم واجباتهم، ورغم ذلك، رفعت الأونروا شكاوى متكررة لدى وزارة الخارجية الإسرائيلية دون جدوى.
ووصفت الأونروا هذه القرارات بأنها جزء من الجهود المستمرة لتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة، مؤكدةً أن الإخلاء يهدف إلى تقليص وجودها وإضعاف خدماتها الحيوية التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين.
تبعات القرار على الفلسطينيين
يُهدد القرار بتقويض الجهود الإنسانية التي تقوم بها الأونروا لدعم اللاجئين الفلسطينيين الذين فقدوا منازلهم منذ عام 1948، ولا يزال عشرات الآلاف منهم يعتمدون على الوكالة في توفير احتياجاتهم الأساسية، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية والإغاثة.
وأكدت الأونروا أن استمرارها في عملها يُمثل طوق نجاة لمجتمعات اللاجئين الفلسطينيين، محذّرةً من أن تعطيل خدماتها سيزيد من معاناة هذه الفئة المهمّشة، ودعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات جادة لحماية عملها وضمان احترام القانون الدولي.
وطالبت الأونروا المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لحماية مقارها ومنع التدخل الإسرائيلي في عملها، وشددت على أهمية دعم اللاجئين الفلسطينيين وضمان استمرار تقديم الخدمات الأساسية لهم، باعتبارها ضرورة إنسانية لا يمكن الاستغناء عنها في ظل الوضع الراهن.
تأسيس الأونروا
أنشأت الجمعية العامة للأمم المتحدة الأونروا في عام 1949 لتقديم الدعم الإنساني والحماية للاجئين الفلسطينيين المسجلين في مناطق عملياتها، وتعمل الوكالة في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وقطاع غزة، والأردن، ولبنان وسوريا.
وتسعى الأونروا إلى تعزيز التنمية البشرية للاجئين الفلسطينيين من خلال تقديم خدمات التعليم، والرعاية الصحية، والبنية التحتية للمخيمات، والمساعدات الطارئة، والتمويل الصغير، وتُمول الوكالة بالكامل تقريبًا عبر مساهمات طوعية من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.